إن حجم الفساد الذي يعشش في جامعة ابن زهر أصبح يجعل من توصيف المؤسسة المذكورة بمفهوم "الجامعة" مستحيلا، أو تناقضا صارخا هزليا ومبكيا في نفس الآن؛ فرائحة الفساد أزكمت الأنوف، ووصل لحد مفضوح بله مشروع.
فالباحث عن الشفافية مثلا في امتحانات ولوج سلك الماستر سيكون كالباحث عن الشرف في ماخور دعارة، وهو أمر تؤكده تطاحنات الأساتذة وأسماء المقربين منهم على اللوائح؛ وياللعجب لم تمض أيام قلائل حتى تفجرت فضيحة الأستاذة التي انتقت و عزلت بشكل استباقي الضامنين للولوج إلى فريق ماسترها حيث خطت مقدمة مواضيعهم باللون الأخضر، زد على ذلك ولوج اغلب المقربين من بعض الأساتذة والعمادة لسلك الدكتوراه..
وشهد الموسم الجامعي الماضي وقوف منسقة شعبة القانون الخاص (أحد الأساتذة المشهود بكفاءتهم ونبذهم للغش) أمام منسق أحد الماسترات المعروف بفساده وتكوينه مافيا داخل الجامعة وخارجها من ذوي النفوذ ليصل المشكل حتى القضاء..والأدهى أنه قبل سنوات تم تسليم إجازات في ظرف زمني وجيز أقل من السنوات القانونية والأسدسات المبرمجة، ناهيك عن الجنس مقابل النقط والتحرش والإبتزاز، لتصبح الماسترات دكاكين تباع فيها الشواهد، والجامعة سوق نخاسة تتجلى فيها كل اشكال العهر..
وتعتبر جامعة ابن زهر بؤرة "غش" غير مسبوقة توفر فيها جميع وسائل الراحة والسهر على اجتياز الإختبارات بالغش آمنين مطمئنين، حتى ان أحد نواب العميد في صدد الحديث عن الغش وضرورة محاربته حيث أكدت له أن الأمر ممكن وتنقصه الإرادة فقط أجابني:"الغش في جامعة ابن زهر أصبح أمرا مشروع' لكل طالب وطالبة، ولي حصل يودي.." فيصبح الطالب المجد حبيس سنوات عديدة مديدة يواجه الحيف والظلم، وينجح الغشاشون والمتملقون والمتبحلسون في سرعة وجيزة وبمعدلات عالية..
يعتريني ألم ومقت شديد لما آلت إليه أوضاع هذه الجامعة التي أنجبت أطرا وكفاءات عالية، وأرثي حال جامعتنا الأم المنهوبة المنكوبة، وعزائي أن فيها أساتذة محترمين ومفكرين أفداد وإن كانوا معدودين غلى رؤوس الأصابع، وتراهم يتهربون من المسؤولية ولا يتسابقون لفتح الماسترات رغم أنهم أولى، فأصبحت جامعة ابن زهر بقرة حلوبا، واعتزل شرفاء الجامعة في برجهم العاجي ودرسهم الذي يحمل الرسائل، مبتعدين عن الصراعات..فهل يصلح العطار ما أفسده الدهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق