‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات تحليلية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات تحليلية. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 19 أبريل 2020

مذكرات و مطالب و هرولة .. ما الذي يبحث عنه منتجو الدلاح؟

رشيد أولعيش  يكتب :أحاديث فيما جرى ..

  راسل منتجو البطيخ الأحمر بطاطا و زاكورة جهات مسؤولة مختلفة خلال الأسبوع الماضي، منها مؤسسات تدبيرية وطنية و محلية، و هيئات حزبية. ففي طاطا ببلاد باني قدمت مذكرتان مطلبيتان لكل من عمالة الإقليم و المديرية الإقليمية للفلاحة مؤرختان ب06 أبريل 2020، و كان موضوعهما المشترك "منتجو البطيخ الأحمر و الأصفر في إقليم طاطا في مواجهة أزمة اقتصادية كارثية و يطالبون بتدخل الوزارة و الجهات المختصة". و في زاكورة بدرعة الوسطى كان نفس الموضوع مضمون طلببين موجهين من المنظمة الديمقراطية للشغل إلى وزير الداخلية من جهة و إلى الأمين العام لحزب الاصالة و المعاصرة من جهة ثانية، و موقعان بتاريخ 7 أبريل 2020  .
   رغم أن الأمر يتعلق بإقليمين، فلا اختلاف يذكر بين المذكرات المطلبية هذه، لغة، و أسلوبا ، و مضمونا، و ترتيبا، إنها متماثلة كتماثل الإقليمين في بيئتهما و في ما يعانيانه بسبب الزراعات الجديدة. و من جملة المطالب التي تضمننتها ما يأتي:
1 ـ مد يد العون لهذه الفئة الكبيرة (الفلاحون) و المهددة بالتشرد و بالسجن بسبب احتمال عدم وفائها بديونها. و الأخذ بعين الاعتبار الكمية الكبيرة التي ستنضج من البطيخ  قبل 10 أبريل 2020.
2 ـ مساندة هذه المجموعة لخلق تعاونية لمنتجي البطيخ الأحمر في أقرب الآجال.
3 ـ تدخل الدولة المباشر لحماية التسويق من السماسرة بين المنتج و المستهلك، و اقتناء المنتوج من طرف الدولة وتسويقه و الاستفادة منه لصالح الشعب.
4 ـ دعم الفلاحين و مساعدتهم للتغلب على الديون المتراكمة منذ سنوات و ذلك لاستمرارهم في العمل و الكفاح.
5 ـ إرجاع المبالغ المالية التي تم دفعها كضريبة على القيمة المضافة على البذور و الأسمدة خلال السنة الجارية .
يمكننا إبداء ست ملاحظات حول هذه المذكرات و هذه المطالب و هذا التطور الجديد:
ـ أولا : تزامن المطالب القادمة من طاطا و تلك القادمة من زاكورة و تشابهها في كل عناصرها دليل يؤكد التنسيق المسبق بين الجهات التي صدرت عنها، إن لم يكن المصدر في حقيقته واحد رغم أن الأمر يتعلق بإقليمين.
ـ ثانيا : توجيه هذه المذكرات بإسم فلاحي طاطا و زاكورة، أي الانتساب إلى الإقليمين، هو محظ تمويه، و  حامل  لرسائل، كما يخفي أهدافا يمكن إدراك بعضها، بينما سيكشف الزمن البعيد منها عن الإدراك، علما أن أغلب المستثمرين في هذا النوع من الزراعات معلومة الجهات التي قدموا منها صوب باني و درعة.
ـ ثالثا : تغليف المطالب بالظرفية الصعبة التي يمر منها المغرب بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19)، فيه إبتزاز مفضوح من المستثمرين للدولة و لمؤسساتها، و فاضح لجشعهم المتنامي بلا حدود، و الواقع يؤكد أن عملية الشحن و تسويق هذا المنتوج مرت و لازالت في ظروف كانت مألوفة نسبيا.
ـ رابعا : المطالبة بخلق تعاونية لمزارعي البطيخ الأحمر و الاستناد إلى ذراع نقابي لتبنى هذه المطالب، مؤشر على البحث عن غطاء لمحاصرة أي رد فعل يمكن أن يحدث بجدار قانوني، و وسيط يدعم الطموحات غير المعلنة لهذه الفئة في هذه المناطق.
ـ خامسا : ما ورد في المذكرات هو محاولة ذكية لاستغلال المواقف التي سبق لوزير الفلاحة التعبير عنها بخصوص هذه الزراعة و الذي طبعا يخدم مصلحة منتجي الدلاح، و للإفادة لا بأس أن نذكر بالموقف المعلوم للوزير أخنوش، إذ اعتبر زراعة البطيخ الأحمر في هذه المناطق قيمة مضافة يجب دعمها ، و أنها لا تأثير لها على الفرشة المائية مقارنة بزراعة النخيل و الحناء و الفصة الأكثر استهلاكا للمياه، زيادة على دعوته لدعم المقاولات بعد أزمة كورونا.
ـ سادسا : تفصح هذه المذكرات المطلبية عن أنانية مفرطة تقدر المصلحة الفردية و لا تأبه للمصلحة العامة و لمأساة المزارعين الصغار و الفقراء المستقرين، و بعد كبير عن الوطنية رغم محاولة إقحام بعض العبارات المغلفة بالطابع الانساني و الوطني مثل مصلحة الشعب و تسويق الدولة للمنتوج و الكفاح.
   إن السياق مناسب للفصح عن حقيقة الواقع المعيش بقرى و واحات درعة و باني بسبب تهافت مزارعي البطيخ الأحمر،  إستنادا إلى نماذج من إقليم طاطا، و الذي يتميز عموما بما يلي :
ـ التوسع المذهل لزراعة البطيخ الأحمر مقارنة بالمواسم الفلاحية الماضية (1600 هكتار في إقليم طاطا و 4000 هكتار في إقليم زاكورة حسب المعطيات الإحصائية التي تضمنتها المذكرات المشار إليها أعلاه بخصوص المساحة المستغلة).
ـ مزاحمة مزارع البطيخ الأحمر للتجمعات السكانية في تحد لمشاعر المستقرين.
ـ تسرب غاز البوتان  الملوث لأجواء هذه القرى، بحكم استعمال أغلب الضيعات لقنينات الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة.
ـ الأصوات المزعجة لآلات ضخ المياه التي تشتغل ليل نهار دون توقف و تقض مضجع السكان.
ـ الاستنزاف المستمر و غير المعقلن للثروة المائية، و من النتائج العكسية لذلك طبعا التراجع المهول للفرشة المائية و بداية تضرر المزارعين الصغار.
ـ تجدد النزاعات العقارية، و الترامي على الأراضي، علما أن محترفي هذه الظاهرة يستغلون الآن ظروف الحجر الصحي المفروضة قانونيا بسبب جائحة كورونا للترامي على ما تبقى من الأراضي الجماعية ببعض هذه القرى.
   بين واقع الفلاحين المنتجين للبطيخ الأحمر و طموحاتهم، و واقع فقراء قرى طاطا و زاكورة و تطلعاتهم، بون شاسع، إنها  مفارقة عجيبة تعيد إلى الذاكرة ما حصل في الحقبة الاستعمارية، فبالأليات و الحيل نفسها سيطر المعمرون الفرنسيون على الأراضي و استبعدوا منها المالكين الأصليين من الفلاحين المغاربة، و بنفس الطرق عملوا تمويل زراعاتهم التسويقية الجديدة و حوربت المزروعات المعيشية، و بذات الوسائل تم استغلال الأرض و اليد العاملة بأبخس الأجور. نحن أمام شكل استعماري جديد لكن عنصره داخلي و يتسلل بمساعدة أيادي محلية تلخص حصول أزمة ضمير حادة للأسف الشديد كما فعل العملاء من قبل.
    إن ما يحصل بإقليم طاطا و حصل قبل ذلك بإقليم زاكورة سنويا هو زيادة في الذهاب بعيدا عن المفهوم الحقيقي للتنمية و منطقها المستدام. فما القيمة المضافة لزراعة البطيخ في مناطق الواحات بإقليم طاطا التي غزت على سبيل المثال جماعات، أيت وابلي، و تزونين،  و فم الحصن و أديس ، ثم تمنارت ؟ أي تنمية تلك التي لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات البنيات الاجتماعية؟ أي تنمية إن كانت ستعمق الخلافات الداخلية و النزاعات القبلية و تحدث تفككا في مجتمعات قروية صغرى؟ أي مغرب أخضر إذا كانت المساحات المزروعة بالبطيخ الأحمر دائمة الخضرة لأربعة أشهر فقط و تتحول إلى صحراء جرداء لثمانية أشهر؟ أي استثمار زراعي إذا كان سيخلف وراءه أزمة مياه حقيقية في مجال صحراوي هش؟
   نعترف  بأن الأمر أصبح في غاية الصعوبة و لا يطاق، مادامت بعض الأيادي المحلية متورطة إلى أقصى حد في ما يحصل. لكن المرحلة مواتية لفتح نقاش جدي و معقول حول هذا التحول الجذري بين من لهم غيرة حقيقية على حاضر الواحات و مستقبلها، و المسؤولية مشتركة بين الفاعل السياسي و النقابي و المجتمع المدني و مراكز البحث و الدراسات المحلية للترافع من أجل مصلحة السكان المهددين في استقرارهم، و لغاية إصدار قانون يمنع مثل هذه الزراعات في المناطق الجافة أو يقننها على أقل تقدير، و تفرض المرحلة كذلك التواصل مع ملاكي العقارات حول السبل الكفيلة بحماية الفرشة المائية مع حقهم التصرف في أملاكهم دون إلحاق ضرر بمن يتقاسمون معهم الاستقرار، و لازلنا ننظر رد فعل السلطة الساهرة على الشأن المحلي لاتخاذ قرارات حاسمة في الموضوع، إذ أنها على ذراية تامة بواقع الحال، طالما أنها تتوصل يوميا بمعطيات و بإحصائيات حول كل ما يتصل بعمليات الشحن بمناطق انتاج "الدلاح" .
لا يمكن لعاقل أن يقف في وجه الاستثمار، لكن العاقل لن يقبل باستثمار يهدد الاستقرار، نرجو أن تحصل للضمير صحوة، لأن أياما عصيبة تنتظر سكان باني و درعة، و ما الصيف عنا ببعيد.
عبد القادر أولعايش

الثلاثاء، 31 مارس 2020

المغرب في مواجهة كورونا


            يشهد المغرب تزايد عدد المصابين بوباء كورونا كل يوم رغم الإحتياطات والتدابير التي اتخدها لاحتوائه، حيث وصل عدد حالات الإصابات المؤكدة اليوم الأثنين 30 مارس 2020 إلى 516 تعافى منها 14 حالة فيما سجلت 29 حالة وفاة .
إعلان حالة الطوارئ
أعلنت الحكومة المغربية حالة الطوارئ الصحية ابتداءا من يوم الجمعة 20 مارس 2020 من خلال فرض الحجر الصحي مع عقوبات لمن يخالف القرار من أجل احتواء الفيروس والحد من انتشاره ؛ إلا أن القرار صاحبته مجموعة من الخروقات من طرف السلطات حيث اعتدى مجموعة من رجال الأمن والسلطة على مواطنين بالسب والعنف الأمر الذي رآه متتبعون شططا في استعمال السلطة وتغولا للأجهزة الأمنية مما اضطر وزير الداخلية إلى تبرير هذا العنف في هذه الظرفية فيما خرج قرار بمتابعة بعض رجال الأمن .
كورونا تعري هشاشة قطاع الصحة والتعليم.
يعتبر قطاعي التعليم والصحة من أكثر القطاعات تهميشا حيث سبق لنائبين برلمانيين تقديم مقترح في البرلمان للرفع من ميزانيتهما إلا أنه لم يصوت أحد على المقترح ، كما أن المغرب أراد تجريب التعليم عن بعد لكن دون وجود مواقع احترافية لهذا الغرض وغياب أساتذة مكونين في كيفية التعليم عن بعد بالإضافة إلى عدة إكراهات لوجيستيكية واجتماعية ، أما قطاع الصحة فيشهد تدهورا كبيرا من حيث عدد الأسرة والتجهيزات والأطر الطبية وغياب استراتيجية للنهوض بهذا القطاع ، وتضع المؤشرات الدولية المغرب في أخر قوائم تصنيفها كتصنيف موقع "نامبيو"  الذي جعلها في أخر قائمة تصنيف الرعاية الصحية . وتأتي كورونا كمرحلة لتأكيد أن الدولة في حاجة إلى مراجعة سياساتها تجاه هذين القطاعين الحيويين .

كورونا والوعي المغربي الجماعي .
تبين من خلال هذه الأزمة المغربية واحترام المواطنين المغاربة لقواعد السلامة والتزامهم بالحجر الصحي و أنهم على درجة جيدة من الوعي ، بالإضافة إلى دعم عدة فاعلين جمعويين ومحسنين للفقراء والمتضررين ماديا من توقفهم عن العمل في ظل هذه الأزمة .
حزمة إجراءات وقرارات لدعم المتضررين .
بادرت الحكومة المغربية إلى اتخاد حزمة إجراءات لتمويل ودعم المقاولات المتضررة من توقيف عماها بسبب الوباء ، ومساعدة الأجراء الذين توقف عملهم بالإضافة إلى تمويل الأسر في وضعية صعبة وهشة .

الدولة المغربية أخطاء كانت يجب أن لاتقع .
يشهد الشعب المغربي إجماعا حول كل الخطوات المتخدة لمحاربة فيروس كورونا المستجد ، إلا أن هناك أخطاء وجب على الدولة المغربية الإعتراف بها خصوصا تلك التي كانت سببا في دخول كورونا إلى البلاد حيث : رغم ظهور كورونا بشهرين في العالم أبقى المغرب مطاراته مفتوحة أمام كل من هب ودب دون أية مراقبة أو تدابير احترازية ؛ مما أدى إلى دخول عدة أجانب مصابين كان لهم اتصال مباشر بعدة مواطنين . زيادة على أن المغرب لم يقم بحملة شاملة للكشف عن الحالات المصابة وحصرها مما تسبب بتزايد انتشار الوباء .

كورونا .. بحثا عن انفراج سياسي بنداء للأمل .
يترقب الرأي العام المغربي بأمل شديد أن يتم الإفراج عن المعتقلين السياسين والصحافيين في ظل هذه الأزمة حيث طالب عدة ناشطين حقوقيين ومثقفين وهيئات مدنية وسياسية الدولة بالإفراج عن معتقلي الرأي وكاشفي الفساد ، واستحضار بعد إنساني وإيجابي في التعاطي مع هذه الأزمة كما تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من المعتقلين السياسيين تبرعوا من داخل زنازنهم لصندوق محاربة فيروس كورونا الذي أمر ملك المغرب بإحداثه ، لاسيما أن السجون المغربية تعرف اكتضاضا كبيرا ومجموعة من التقارير تؤكد الحالة المزرية للسجون كتقرير الخارجية الأمريكية عن السجون وتقارير المرصد المغربي للسجون  .

المغرب مابعد كورونا
يتساءل العديدون عن مستقبل المغرب بعد اجتياز هذه المرحلة الصعبة ، غير أن الأكيد السياسات العمومية بالمغرب ستتغير خصوصا في مجال الصحة والتعليم والتشغيل نظرا لأن الظرفية أتبثت عجز المغرب في مجموعة من المجالات لكن كانت فرصة لابتكار مجموعة من الحلول ، كما ان الشعب المغربي أصبح يطالب الدولة بالتراجع عن مخططاتها الرامية إلى خوصصة قطاع الصحة والتعليم ويطالب كذلك بضمان حقوق الشغيلة المتضررة من توقف مصدر قوتهم اليومي ، راجيا أن تكون ازمة فرصة لتراجع الدولة سياساتها واولوياتها لتفادي اي خطر محتمل مستقبلا .

امتحان المحاماة الجديد..غضب واسع بسبب تكرار خروقات وفساد أكبر من سابقه

عبرت اللجنة الوطنية لضحايا امتحان المحاماة وتنسيقية المرسبين بامتحان المحاماة دورة 4 دجنبر2022  في بلاغ مشترك  نشر اليوم الأثنين 14غشت 2023...