الأحد، 29 مارس 2020

ملخص بسيط في مادة الحريات العامة

الحريات العامة بالمغرب حسب الدستور الجديد

يضمن الدستور المغربي مجموعة من الحقوق والحريات العامة لكافة المواطنين.

- فما هو مدلول الحريات العامة؟
- وما هي الحريات التي يضمنها الحق في حرية الرأي والتعبير؟
- وما التطور الذي عرفه تنظيم الحريات العامة بالمغرب بالمغرب؟

І – مدلول الحريات العامة وأنواعها:

1 ـ مدلول الحريات العامة:

تسمى الحقوق التي يتمتع بها الفرد ويمارسها طواعية بالحريات، وتوصف
بأنها عامة لأنها من حق الجميع بدون استثناء، ونميز في الحريات العامة بين
نوعين رئيسيين: حريات جماعية أو سياسية وحريات مدنية أو فردية.

2 ـ أنواع الحريات العامة:

• الحريات والحقوق الشخصية: كالحق في الحياة وعدم الخضوع للتعذيب
المساواة أمام القانون الحق في البراءة وعدم الخضوع للاعتقال أو النفي التعسفي ..

• حريات الفرد في علاقته مع الجماعة: كالحق في عدم التدخل في الحياة
الشخصية، الحق في التنقل حق التمتع بالجنسية، الحق في الزواج والتملك ...

• حريات روحية مدنية وسياسية: كالحق في حرية التفكير والرأي والتدين حق تأسيس الأحزاب والجمعيات والنقابات...

ІІ – حرية الرأي والتعبير وإدراك العلاقة بين الحقوق والمسؤولية :

يضمن الدستور المغربي في فصله التاسع حرية الرأي والتعبير وحرية التفكير بجميع أشكاله، وكذا حرية الاعتقاد والتدين.

ينص قانون الصحافة على أن حرية إصدار الصحف والطباعة وترويج الكتب مضمونة، وأن للمواطن الحق في الإعلام، مع ممارسة هذه الحريات في إطار مبادئ الدستور وأحكام القانون.

لصيانة حرية الرأي والتعبير وضمان مصداقيتها والنهوض بالدور المنوط بها يجب أن تمارس هذه الحريات في نطاق المسؤولية واحترام الرأي الآخر.

ІІІ – مقارنة بين بنود من قانون الحريات العامة القديم والجديد:

ـ قانون تنظيم الصحافة:

• يجوز لوزير الداخلية أن يأمر بالحجز الإداري للجرائد التي من شأنها الإخلال بالأمن العام.
• يجوز لوزير الداخلية بقرار معلل أن يأمر بالحجز الإداري للجرائد التي من شأنها الإخلال بالأمن العام ويكون هذا القرار قابلا للطعن أمام المحكمة الإدارية.

ـ قانون تأسيس الجمعيات:

• من حق الجمعيات أن تتملك وتتصرف في المبالغ المالية المحددة ماعدا الإعانات العمومية.
• من حق الجمعيات أن تتملك وتتصرف في المبالغ المالية المحددة بغض النظر عن الإعانات العمومية.

ـ قانون التجمعات العمومية:

• لا يمكن أن تنعقد الاجتماعات في الطرق العمومية، ولا أن تمتد إلى ما بعد الساعة التي تحددها السلطة.
• لا يمكن أن تنعقد الاجتماعات في الطرق العمومية، ولا أن تمتد إلى ما بعد الساعة 12 ليلا.

خاتمـة:

تعد الحريات العامة من الحقوق الإنسانية الأساسية، والتشبت بها يوفر الطمأنينة للمجتمع والمساواة بين أفراده.

ملخص موجز في القانون الدستوري

الباب الأوّل : النظرية العامة للدولة

الفصل الأوّل : تعريف الدولة و أركانها

تعريف الدولة و أركانها

لقد تعددت الآراء الفقهية حول تعريف الدولة نذكر منها :
1- الدولة مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد و يخضعون لتنظيم معيّن.
2- الدولة ظاهرة سياسية و قانونية تعني جماعة من الناس يقطنون رقعة جغرافية معينة بصفة دائمة و مستقرة و يخضعون لتنظيم معيّن.
3- الدولة الشخص المعنوي الذي يرمز إلى شعب مستقر على إقليم معيّن حكاما و
محكومين بحيث يكون لهذا الشخص المعنوي سلطة سياسية ذات سيادة.
و إذا كان من الممكن رد ظاهرة الدولة المعاصرة إلى أواخر القرن 15 حيث
تكونت الممالك الحديثة في أوروبا بعد زوال عصر الإقطاع الذي ساد القرون
الوسطى، إلاّ أن هذه لم تكن الصورة الوحيدة لنظام الدولة فقد عرف الإنسان
القديم نظام الدولة في إطار نظام المدن السياسية في روما و أثينا و إسبرطا
و في الحضارة الفرعونية و بابل و آشور و الهند و الصين القديمة.
غير أن الكثيرين ينكرون على تلك الإمبراطوريات صفة الدولة و هذا بسبب
ارتكاز النظام فيها على قاعدة النظام الفردي بحيث تتركز السلطة في يد زعيم
أو قائد هو مصدر الإلزام إذ يستمد سلطته من الوحي الإلهي أو القوة، و يفرض
على الناس منطق المصلحة العامة للمدينة بما لا يكون أمامهم إلاّ الطاعة و
الخضوع و هذا باستثناء المدن السياسية القديمة عند الإغريق و الرومان و
كذلك الدولة التي نشأت في بداية الرسالة المحمدية فقد كانت لها نفس
الخصائص و السمات الاجتماعية و القانونية التي هي للدولة الحديثة، و رغم
ذلك فقد انهارت فكرة الدولة في أوروبا بسقوط الإمبراطورية الرومانية
الغربية بعد غزو القبائل الجرمانية لها، و أدت إلى نشوء نظام الإقطاع، و
لم تعرف العصور الوسطى فكرة إسناد السلطة السياسية إلى شخص مجرّد مستقل عن
أشخاص الحاكم بل كان الفرد يعد تابعا للسيّد الإقطاعي تبعية شخصية، و الذي
يميّز نظام الدولة المعاصرة عن سابقتها في العصور القديمة و الوسطى أنها
منظمة قانونية أما سوابقها في التاريخ فلم تكن كذلك إذ لم يكن الإنسان قد
تصور بعد فكرة الدستور في مفهومها القانوني الملزم المعروف حاليا و كان
ذلك أمرا طبيعيا في ظل نظم سياسية تقوم على فكرة الزعامة و اختلاط الدولة
بشخص الحاكم فهي بعض حقوقه و امتيازاته الخاصة تسنده فيها القوة المادية و
عمق تأثير العقائد و التقاليد.
فحين ظهرت التفرقة بين صاحب السلطة و من يمارسها و قام الفصل بين الحاكم و
سلطة الحكم و هو ما يسميه بعض الفقهاء بتأسيس السلطة أي قيام الدولة صاحبة
للسلطة السياسية و أن الحاكم أصبح مجرد أداة في يد الدولة تمارس من خلاله
سلطتها، قامت حينئذ الدولة المعاصرة حسب التعاريف المقدمة آنفا.

التفرقة بين المجتمع و الدولة

انطلاقا من فكرة أن الإنسان اجتماعي بطبعه أي أنه لا يستطيع العيش منفردا،
فإن المقصود بالمجتمع الإنساني هو جماعة من الناس يعيشون معا في منطقة
معينة يجمع بينهم شعور واحد و روابط مختلفة بحيث ينظرون إلى أنفسهم ككيان
متميّز، و يتضمن المجتمع جميع النظم الاجتماعية الأساسية و الضرورية
لإشباع الحاجات البشرية الأساسية بينما الدولة هي جماعة منظمة تنظيما
سياسيا.
إن الدولة ليست بالضرورة متوحدة مع المجتمع سواء من حيث مجال النشاط
فالمجتمع يقوم على الإرادة الطيبة و التعاون بينما الدولة تقوم على
القوّة. أو من حيث الاتساع فقد يكون المجتمع أوسع أو أضيق من الدولة فقد
تستعمل عبارة المجتمع للدلالة على المجتمع القروي أو الإسلامي ...
فالدولة بناء غير مماثل للمجتمع أو متساوي معه في الامتداد لكنه مشيّد
داخله كنظام محدد لبلوغ أهداف معينة، و أن المجتمع متماسك مع بعضه بواسطة
الدولة.
و يمكن أن نبيّن أوجه الاختلاف بينهما كالآتي :
1- من حيث الغرض أو الوظيفة :
الدولة تعد اجتماعا قانونيا يعمل لتحقيق الغرض القانوني "فرض النظام" داخل
المجتمع، بينما يعمل المجتمع على تحقيق العديد من الأغراض غير القانونية و
هذه الأهداف متعددة، فكرية، أخلاقية، دينية، اقتصادية و اجتماعية ...
فالدولة تحقق هدفا واحدا كبيرا بينما المجتمع يحقق أهدافا كثيرة بعضها
كبير و بعضها صغير.
2- من حيث التنظيم:
الدولة منظمة قانونية واحدة بينما المجتمع يشمل تنظيمات متعددة بعدد
الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها و بالتالي يمكن القول أن المجتمع السياسي
الذي تحققه الدولة هو أحد أهداف الجماعة فالمجتمع سابق عن الدولة.
3- من حيث المنهج :
الدولة تستخدم منهج القوة و الإجبار أما المجتمع فيستخدم العمل الاختياري أي منهج الإقناع لأن ذلك يتوافق مع طبيعته.

المجتمع المدني
هو مجتمع المدن و مؤسساته هي التي ينشئها الأفراد لتنظيم حياتهم
الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية فهي مؤسسات إرادية يقيمها الناس و
ينسحبون منها بكل حرية على عكس مؤسسات المجتمع البدوي القروي هي مؤسسات
طبيعية يولد الفرد منتميا و مندمجا فيها لا يستطيع الانسحاب منها
كالقبيلة، العشيرة... أي هو نمط من التنظيم الاجتماعي و السياسي و الثقافي
... خارج كثيرا أو قليلا عن سلطة الدولة و تمثل هذه التنظيمات وسائل تعبير
و معارضة بالنسبة للمجتمع اتجاه سلطة الدولة.

من خلال التعاريف المقدمة آنفا نستنتج بأن للدولة أركان ثلاثة هي :

-iمجموعة من الناس : الشعب

بديهيا أن الدولة لا يمكن أن تقوم بغير جماعة بشرية تعيش على وجه الدوام
في حدود إقليم معيّن، و إذا كان وجود الشعب يمثل المحور الأساسي لقيام
الدولة فإنه لا يشترط أن يبلغ عدده رقما معينا و ثابتا فعدده يختلف من
دولة لأخرى فقد يقل إلى بضعة آلاف و قد يصل إلى مئات الملايين.
من الناحية القانونية كل الدول تتمتع بنفس الخصائص إلاّ أنه من الناحية
السياسية و الاقتصادية تعتبر كثافة السكان عاملا هاما في ازدياد قوة
الدولة و نفوذها.
و يرى الفقه أن وجود الشعب يعد ظاهرة طبيعية و سياسية، فالظاهرة السياسية
تتمثل في أن أفراد الشعب يقطنون حتما أرضا معينة أما الظاهرة السياسية
فتتمثل في خضوع هؤلاء الأفراد لنظام سياسي معين و تجدر الإشارة إلى أن هذه
الجماعة البشرية المكونة للشعب لا يشترط فيها أن تكون متجانسة أو غير
متجانسة من الناحية الاجتماعية : اللغة، الدين ...

التمييز بين المدلول السياسي و المدلول الاجتماعي للشعب :
المدلول الاجتماعي لكلمة الشعب هو مجموع الأفراد المقيمين على إقليم
الدولة و المتمتعين بجنسيتها سواء كانوا رجالا أو نساء كبارا أو صغار
عقلاء أو مجانين و كذلك المتمتعين بالحقوق السياسية منهم و المحرومين منها
و يطلق على هؤلاء مواطني الدولة أو رعاياها.
أما المدلول السياسي للشعب، فيقصد به مجموع الأفراد المتمتعين بالحقوق
السياسية و بذلك يخرج من مدلول الشعب السياسي الأطفال و المحرومين من
الحقوق السياسية سواء لأسباب تتعلق بالناحية العقلية أو لأسباب أدبية
كمرتكبي الجرائم المخلة بالشرف.
و بذلك يتضح أن المدلول السياسي للشعب أضيق من المدلول الاجتماعي.

التفرقة بين الشعب و سكان الدولة :
إذا كان الشعب بمفهوميه الاجتماعي و السياسي يعني مجموع الأفراد المرتبطين
بجنسية الدولة فإن المقصود بسكان الدولة هو مجموع الأفراد المقيمين على
إقليمها سواء كانوا من شعبها أو من الأجانب الذين لا تربطهم بالدولة رابطة
الولاء حيث لا يتمتعون بجنسيتها و إنما تربطهم بها رابطة الإقامة أو
التوطن.

التفرقة بين الشعب و الأمة :
سبق لنا أن عرّفنا اصطلاح الشعب في الفقرة السابقة، أما الأمة فهي ظاهرة
اجتماعية مفادها وجود جماعة من الناس يستقرون على أرض معينة و يرتبطون بها
معنويا، و تستند على مقومات مشتركة من أصل، الدين، اللغة، التاريخ،
العادات، الذكريات، الآمال المشتركة ... التي تولد الرغبة لدى الأفراد في
العيش معا.
ما يميّز الأمة عن الشعب هو الظاهرة الاجتماعية و التي تكمن في وجود
المصالح و الروابط بين أفراد الجماعة غير أنه لا يشترط لقيام الأمة توافر
الظاهرة السياسية أي الخضوع لسلطة سياسية فقد تقوم الأمة دون أن ينشأ عنها
دولة مثل الأمة العربية و قد تنشأ دولة تضم شعبا يتكوّن من عدة أمم مثل
الإتحاد السوفياتي سابقا الذي كان شعبه يتكوّن من عدة أمم و قد تنشأ دولة
يكون شعبها مكونا لأمة في نفس الوقت مثل الإيطالي، الألماني، الفرنسي ...
الذي هو شعب و أمة في نفس الوقت.
و قد تباينت الآراء الفقهية حول العوامل المكونة للأمة إلاّ أن أغلبها يتمحور حول النظريات الآتية :
النظرية الموضوعية : التي يأخذ بها الفقهاء الألمان و تركز على عوامل الأصل اللغة و الدين.
النظرية الشخصية : يأخذ بها الفقه الفرنسي و مضمونها أن الأمة تجد أساسها
في الحس التضامني الذي يوحد إرادة الأفراد في العيش معا أي أنها تركز على
العامل النفسي و الإرادي.
النظرية المادية : يأخذ بها الفقه الماركسي و هي تستند على النواحي
الاقتصادية و الاجتماعية فوفقا لهذه النظرية وحدة المصالح الاقتصادية هي
التي تقرر باقي العلاقات بين الأفراد و تصهرهم في نظام اجتماعي موحد.
النقد الموجه لهذه النظريات : أنها تركز على جوانب معينة من مكونات الأمة
و تهمل الجوانب الأخرى و السبب في ذلك أن هذه النظريات هي وليدة ظروف و
بيئة سياسية معينة القصد منها خدمة الأهداف السياسية للتجمعات التي وجدت
فيها و بالتالي لا يمكن تعميمها لتشمل مفهوم الأمة بصفة مطلقة.
و خلاصة القول أن تكوين الأمة تشترك فيه مجموعة كثيرة من العوامل : الأصل،
اللغة، الدين، العادات و التقاليد، التاريخ، المصير المشترك و الرغبة في
العيش معا.
تم توظيف كلمة أمة في القرآن الكريم في 44 آية و بمعان مختلفة.
مفهوم الأمة الإسلامية :
البعض يطلق تسمية الأمة الإسلامية إنطلاقا من الآية : <<وَ
جَعلنَاكم أمة وسطا>> هذا المصطلح من الناحية الدينية لكن من
الناحية السياسية لا يعبر عن الحقيقة فهناك أمم متعددة تضمها الأمة
الإسلامية بالمفهوم الديني.

]II- الإقليم

لقيام الدولة لابد من وجود رقعة من الأرض يقيم عليها أفراد الشعب على وجه
الدوام و الاستقرار و من ثمة فإن القبائل الرحل لا يمكن أن تشكل دولة لعدم
استقرارها في رقعة معينة. و الإقليم هو النطاق الجغرافي الذي تباشر فيه
الدولة سلطتها حيث لا يمكن لسلطتين مستقلتين تتمتع كل منهما بالسيادة أن
تجتمع معا إقليم واحد.
و إقليم الدولة يشمل على ما يلي :
* الإقليم الأرضي : يتحدد بحدود طبيعية مثل الجبال أو البحار أو بحدود
اصطناعية مثل الأملاك الشائكة أو الأسوار أو أي علامات يستدل بها على
نهاية الإقليم و يمكن أن يكتفي بخطوط الطول و العرض لتعيين الحد الفاصل
بين دولة و أخرى.
* الإقليم البحري : يشمل الجزء الساحلي من مياه البحر العامة المجاورة
لشواطئ الدولة و كذلك المياه الداخلية في حدودها من البحيرات و الأنهار
الداخلية و قد ثار جدل فقهي حول تحديد نطاق البحر الإقليمي حسم هذا النقاش
في إطار اتفاقية قانون البحار 1982 بمسافة 12 ميل بحري.
* الإقليم الجوي : يشمل الفضاء الذي يعلو كل من الإقليم الأرضي و البحري و
لا بد من التفرقة بين طبقتين من الجو، طبقة الغلاف الهوائي المحيط بالأرض
حتى ارتفاع حوالي 1000 كلم فهذه الطبقة تخضع لسيادة الدولة بالكامل. و
لهذا نصت اتفاقية شيكاغو في المادة 1-1944 : <تقر الدول المتعاقدة بأن
لكل منها السيادة على الفضاء الجوي الذي يعلو إقليمها>، و فيه تتمتع
الطائرات المدنية (دون حربية) يحق الهبوط لأسباب تقنية و يمكن للدولة أن
تغلق أجوائها في وجه الطائرات الأجنبية كما يحق لها تحديد ممرات جوية
معينة للدخول إلى إقليمها.
و طبقة الفضاء الجوي، و تمتد إلى ما لا نهاية و هي غير خاضعة لسيادة دولة
ما وفقا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة سنة 1963-1966 بشأن اكتشاف الفضاء
حيث أصبحت ملكية مشتركة للبشرية.

طبيعة حق الدولة على إقليمها

اختلف الفقه في تكييف الدولة على إقليمها فذهب رأي على أنه حق سيادة غير
أن هذا الرأي منتقد على أساس أن السيادة تمارس على الأشخاص و ليس على
الأشياء بينما ذهب في إتجاه آخر إلى تكييف ذلك الحق بأنه حق ملكية لكن هذا
الرأي منتقد هو الآخر إذ يتعارض مع حق الملكية الفردية للعقارات. و الرأي
الحديث يعتبر الإقليم بمثابة المنطقة الجغرافية التي يحق للدولة أن تستعمل
سلطتها داخلها على الأفراد دون غيرها بعبارة أخرى أنه المجال الذي تتحدد
فيه سلطات الدولة.

III- السلطة السياسية

تعتبر السلطة السياسية من أهم العناصر في تكوين الدولة حتى أن البعض يعرّف
الدولة بالسلطة و يقول بأنها تنظيم لسلطة القهر أو الإجبار.
و يمكن تعريف السلطة السياسية بأنها قدرة التصرف الحر التي تباشر بحكم
سموها حكم الناس عن طريق خلق النظام و القانون بصفة مستمرة، و تتولى
السلطة السياسية أداء وظائف الدولة الداخلية و الخارجية و تكون مسؤولة
أمام الجماعات الأخرى عن كافة الشؤون التي تتعلق بالإقليم و الشعب.
و لعل الطابع الرئيسي الذي يميّز الدولة الحديثة عن الوحدات السياسية التي
كانت موجودة في السابق هو تجميع السلطات في يد حكومة واحدة تملك من
الوسائل المادية و القانونية ما يمكنها من السيطرة التامة على الإقليم دون
منازعة من أية سلطة أخرى.

أصل نشأة السلطة

الجماعة البشرية نشأت بقصد تحقيق هدف معيّن مادي و معنوي و هذا الهدف هو
الذي يحدد أنماط السلوك و نمط حياة الأفراد داخل الجماعة و إذا كان الهدف
في الجماعات البدائية الأولى كالأسر و القبائل لا يتجاوز الرغبة في حفظ
النوع و الدفاع ضد الاعتداءات الأخرى فإنه حيث تقدّم الزمن بالجماعات
البشرية بدأت تتولد بينهم علاقات قرابة جديدة لا تنبع من وحدة السلالة أو
الدم فحسب و لكنها تنبع من وحدة أسلوب الحياة و من وحدة المصالح المرتبطة
بوحدة الأرض و من تشابك الهدف الاجتماعي و امتداده ليربط بين أفراد
المجتمع في أجياله المتعاقبة و بذلك يتكوّن تدريجيا ضمير جماعي يحتوي
الضمائر الفردية في المجتمع و يحملها على الرضا بالنظام الجماعي.
و ينمو الضمير الجماعي و بهدف صيانته ضد النزعات الفردية تظهر السلطة
العامة لتسهر على المصلحة الجماعية و تطورها و لتلزم السلوكات الفردية بما
يحقق الأمن و السلام الجماعيين.

خصائص السلطة السياسية

1- السلطة السياسية ظاهرة اجتماعية لارتباطها بالجماعة البشرية إذ لا
يستقيم النظام الجماعي و لا يستقر دون وجود هذه السلطة و تقوم ظاهرة
السلطة على أساس الإحساس بالحاجة إليها و هذا الإحساس بضرورة الحياة
الجماعية و المحافظة عليها.
2- السلطة السياسية ظاهرة نفسية تقوم على الرضا، فالسلطة السياسية إذ تجد
سندها الاجتماعي في كونها تسعى لتحقيق الهدف الجماعي و صيانته و تطويره و
تعمل على تحقيق آمال الأفراد و أهدافهم و لهذا فإن السلطة العامة و إن
أخذت في الحياة الواقعية شكل القوة المادية فإنها قبل كل شيء تعتمد في
وجودها و في شرعية تصرفاتها على مدى ارتباطها بالضمير الجماعي و صدق
تعبيرها عنه و من ثم فهي تستقر في الأساس على رضا المحكومين بها و قبولهم
لها.

و لذلك قيل إن السلطة لا تنشئ الخضوع و لكن الهدف الاجتماعي الذي تمثله
السلطة هو الذي يدعم هذا الخضوع و يؤكده، و تأسيسا على ذلك استقر الفكر
السياسي الحديث على أن كل زمن تعيشه السلطة في أمن و بدون معارضة قوية من
أحد يمثل قرينة نسبية لأن الناس قد تقبل السلطة السياسية بالعادة أو
بالكسل عن البحث عن سلطة أخرى أو بالخوف من مقاومتها خشية التعرّض لبطشها
و انتقامها أيا كان الأمر فلابد من الملاحظة التالية :
- السلطة السياسية كثيرا ما تعتمد في الدولة المعاصرة على أسباب مختلفة
بعضها للضغط و بعضها للإقناع حتى تحمل الأفراد الخاضعين لها على الرضا بها
و تقبلها.
و مظاهر التخويف و الضغط ما تعتمده الدولة دائما من قوة عسكرية و شرطة
بوليسية لحماية وجودها و أمنها و لفرض سيطرتها بالقوة المادية عند
الاقتضاء "بالضرورة".
و تلعب السجون و المعتقلات و غيرها من وسائل العقاب دورا كبيرا في هذا
المجال "إن رجل النيابة و القاضي يحملان رمز القوة المادية الضاغطة باسم
القانون و مصلحة المجتمع على حريات الأفراد و أموالهم غير أنه يلاحظ أن
سيادة القانون لا تزال تغلب على قوة الدولة المادية و ترسم من إجراءات
التحقيق و الإثبات و حياد القاضي ما يهذبها و ينزع عنها مظنّة الاستبداد
المادي و بجانب وسائل القهر المختلفة تلعب الدعاية دورا رئيسيا في الدول
المعاصرة في محاولة لخلق الرضا بالسلطة عن طريق محاولة إقناع الشعب بأن
السلطة القائمة هي أحسن سلطة يمكن أن تعبر عن أمالهم".

السلطة و الحرية :
إن السلطة و هي تكفل الوجود الجماعي و تحميه فإنها لا تعارض فكرة الحرية
الفردية و لا تقضي عليها فهي تعمل على خلق نوع من التنسيق بين حريات هؤلاء
الأفراد و مجالات الصالح العام المشتركة بينهم و هذا التنسيق هو أمر نسبي
يتغيّر بتغيّر الزمان و المكان كما يتحدد في ضوء فلسفة الدولة الشاملة و
نظرتها إلى ما يجب أن يكون عليه تركيبها الاجتماعي و الاقتصادي
"الرأسمالية و الاشتراكية".

السلطة كظاهرة قانونية :
المصلحة العامة التي تتجمع حولها الحياة الجماعية و تحدد أهداف الأفراد و
أمالهم المستقبلية لا تتحقق تلقائيا فهي تتطلب من الأفراد أن يسلكوا فيما
بينهم أنماطا معينة من السلوك لا تهدد هذه المصلحة العامة و لا تمنع دون
تطورها و ليست قواعد هذا السلوك في النهاية غير القانون و من ثم تأكد أن
القانون ظاهرة اجتماعية يرتبط وجوده بوجود الجماعة ينشأ معها و يتطور
بتطورها و هو في نشأته و تطوره يأخذ صورة الجماعة لأنها هي التي توجبه و
تفرضه صيانة للأمن و السلام الجماعيين غير أن القانون يبقى في حاجة إلى
قوة عاملة تتولى في شأنه مهمتين :
1- تقوم على استنباط فكرة القانون التي تعيش في ضمير الأفراد و تضعها موضع
التنفيذ فتحدد الفكرة و تبلورها في الواقع من خلال ما تضعه من قواعد سلوك
محددة و معلنة رسميا للناس.
2- تسهر على تنفيذ هذه القواعد السلوكية و حمايتها ضد كل محاولة للخروج
عليها من جانب الأفراد مستخدمة في ذلك قوتها المادية عند الاقتضاء.
و من هنا يقوم التلازم بين فكرة السلطة و فكرة القانون، فالسلطة طالما
بقيت أمينة لفكرة القانون التي تعيش في ضمير الأفراد فإنها تجد سندها
النفسي لدى الأفراد دون صعوبة و لكنها تبدأ تتعرض لاحتمالات عدم الرضا بها
حين يتعارض سلوكها مع ما توجبه فكرة القانون من أحكام.

الفصل الثاني : خصائص الدولة

خصائص الدولة

تتمثل خصائص الدولة في السيادة و الشخصية المعنوية أو القانونية :

I – السيادة

تعريف السيادة : يمكن تعريف السيادة بأنها سلطة سياسية آمرة، نابعة من ذات
الدولة، و قادرة على تنظيم نفسها، و على فرض توجيهاتها، دون أن تكون خاضعة
داخليا أو خارجيا لغيرها، فهي في الداخل أعلى السلطات التي تملك أمر الحكم
فيما ينشأ بين الأفراد و الوحدات الداخلية من خلافات، و هي كذلك لا تخضع
ماديا و لا معنويا لسلطة أخرى مهما كان نوعها.
و تقوم سيادة الدولة على عدة خصائص :
- سيادة شاملة : يقصد بها لأنها تنطبق على جميع سكان الدولة باستثناء المتمتعين بالامتيازات أو الحصانة الدبلوماسية.
- سيادة دائمة: أنها تتعدى في أعمار القائمين عليها و النظام الدستوري الذي تعمل في إطاره.
- سيادة لا تقبل التجزئة: و معنى ذلك أنه في الدولة الواحدة سواء كانت
دولة موحدة أو مركبة و سواء كانت تأخذ بالنظام المركزي أو اللامركزي فإنها
في كل الحالات ذات سيادة واحدة.
- سيادة مطلقة: أي أن الدولة داخل حدودها تمثل أعلى سلطة عامة لا مكان
لسلطة أخرى منافسة لها و أنها خارج حدودها لا تخضع لسلطة أعلى منها.


II- الشخصية المعنوية: القانونية

* تعريف الشخصية المعنوية:
هي جماعة من الأشخاص يضمهم تكوين يسعى إلى تحقيق هدف معين أو مجموعة من الأموال ترصد لتحقيق غرض معين يمنحها القانون صفة الشخصية فتكون شخصا مستقلا و متميزا عن الأشخاص الذين يساهمون في نشاطها أو يستفيدون منها كالدولة، الولاية، و الشركات ... تمييزا لها عن الأشخاص الآدميين و البعض عرّفها بأنها تشخيص قانوني للأمة.
و الاعتراف للدولة بالشخصية القانونية يعني أنها وحدة قانونية مستقلة و متميزة عن الحكام و المحكومين لها طابع الدوام و الاستقرار لا تزول بزوال الحكام و سلطة الدولة و تقوم على أساس تحقيق مصالح الجماعة.

* النتائج المترتبة على شخصية الدولة:
1- الأهلية القانونية للدولة : مادام أن الدولة كائن قانوني قائم بذاته و مستقل عن الحكام و المحكومين لابد أن يسلم لها بقدرات قانونية مستقلة تمكنها ليس من إتيان أعمال مادية فقط بل من ممارسة مختلف التصرفات القانونية و هو ما يطلق عليه بالأهلية القانونية سواء كانت :
أهلية وجوب : و يقصد بها صلاحية الشخص لكسب الحقوق و تحمل الالتزامات و هي تختلط بالشخصية وجودا و عدما. (الجنين في بطن أمه يملك أهلية وجوب ناقصة).
أهلية أداء: صلاحية الشخص لأن يباشر بنفسه التصرفات القانونية التي من شأنها أن تكسبه حقا أو تحمله دين.
و بما أن الدولة كغيرها من الأشخاص المعنوية لا تستطيع أن تمارس بذاتها ما تخوله لها أهليتها القانونية من أعمال و تصرفات و إنما يمارس هذه الأعمال نيابة عنها و باسمها أشخاص آدميون و هم الحكام طبقا لما ينص عليه الدستور و تتميز أهلية الدولة بخاصيتين هما :
- تصرفات الإرادة المنفردة.
- قدرة القهر المادي أو امتياز التنفيذ المباشر.
2- الذمة المالية: معناه مجموع ما يكون للشخص من حقوق و التزامات مالية، و باعتبار الدولة شخص قانوني لها ذمة مالية خاصة بها و مستقلة عن الذمة المالية للأعضاء المكونين لها و لممثليها الذين يتصرفون باسمها و من ثم فإن الحقوق و الالتزامات التي ترتبها تصرفات حكام الدولة باسمها و لحسابها لا تعود إلى الذمة المالية لهؤلاء الحكام و لكنها تكوّن حقوق و التزامات لحساب الدولة ذاتها (يمكن للدولة أن تكون دائنة أو مدينة).
3- وحدة الدولة و ديموماتها : المقصود بأن الدولة تمثل وحدة قانونية واحدة هو أن تعدد سلطاتها العامة من تشريعية و تنفيذية و قضائية و كذلك تعدد ممثلي الدولة و تعدد الأجهزة و الأشخاص التي تعبر عن إرادتها و تعمل باسمها لا يغيّر من وصفها كشخص قانوني واحد، و المقصود بأن الدولة تمثل وحدة قانونية دائمة فيعني أن وجود الدولة كشخص قانوني و استمرارها لا يتأثر بتغير الأشخاص الممثلين لها أو بتغير نظام الحكم فيها، و ما يبرر استمرار الدولة و ديمومتها اعتبارها شخصا قانونيا مستقلا و متميزا في وجوده و حياته عن وجود و حياة الأفراد المكونين له أو الممثلين له و أنها تستهدف أغراضا تتجاوز عمر جيل بذاته من أجيال شعبها.
يترتب على صفة ديمومة الدولة الآتي:
- الحقوق التي تثبت للدولة في مواجهة الغير و كذلك الالتزامات التي تتعهد بها الدولة لصالح الغير تبقى واجبة النفاذ للدولة أو عليها مهما حدثت التغيرات التي تصيب الشكل الدستوري أو تغيّر الحكام.
- المعاهدات و الاتفاقات التي تبرمها الدولة مع غيرها من الدول تبقى قائمة و واجبة النفاذ مادامت الدولة قائمة بغض النظر عن تغيّر ممثليها.
- القوانين التي تصدرها السلطات المختصة في الدولة تبقى هي الأخرى قائمة و واجبة النفاذ مهما تغيّر النظام الدستوري إلى أن يتم تعديلها أو إلغائها صراحة أو ضمنا وفقا للإجراءات المحددة لذلك.

الفصل الثالث: خضوع الدولة للقانون

خضوع الدولة للقانون
الدولة القانونية
دولة القانون

الدولة القانونية المقصود بها هو أن كل التصرفات الصادرة عن ممثلي الدولة و الناطقين باسمها أن تكون خاضعة لقاعدة قانونية أسمى و أعلى. و هو حديث النشأة نظرا لإختلاط شخصية الحاكم بشخصية الدولة في القديم، و مع بداية النهضة و تطوّر النظام القانوني حاول الفقهاء إيجاد سند و مبرر الذي على أساسه تخضع الدولة للقانون. هناك 4 نظريات :

1- نظرية القانون الطبيعي

مضمونها : في الطبيعة قوانين تتطابق مع العقل و التفكير السليم أي منطق الأشياء و هي موجودة منذ الأزل الإنسان بفطرته يمكن له استنباطها، و هذه القوانين (قواعد القانون الطبيعي) سابقة في وجودها للدولة، و بالتالي يجب أن تخضع الدولة لفكرة القانون الطبيعي "قروسيوس" أشهر فقيه قالها.
النقد : نظرية غامضة لا تتسم بالوضوح و الدقة حتى يمكن الأخذ بها.
مجرد مبادئ و أفكار سياسية لها طابع أدبي أكثر من الطابع الإلزامي..

2- نظرية الحقوق الفردية

الفرد قبل أن يعيش ضمن الجماعة أي في إطار الدولة أي قبل إنشاء المجتمع السياسي و كان يتمتع قبلها بحقوق فردية، وجود الدولة و تصرفاتها يجب ألاّ يؤثر على حقوق الأفراد التي وجدت قبل الدولة و لا يمكن وضع قانون يمس بالحقوق.
النقد : تفترض أن الإنسان كان يعيش منعزلا خلافا للواقع.
الحقوق الفردية في حاجة لتحديدها و كيفية ممارستها.
صاحب الحق يخوله أن يفرض إرادته على أفراد آخرين و بالتالي الفرد اكتسب حقوق و هو في جماعة.

3- نظرية التحديد الذاتي

الدولة فعلا هي التي تضع القوانين باعتبارها تملك السلطة العليا داخل المجتمع "السيادة". لكن على أي أساس تحترم الدولة هذه القوانين التي تضعها ؟
أصحاب هذه النظرية يرون أن هذا الأساس لا يخرج عن نطاق الدولة تقيد نفسها بنفسها.
النقد : من الصعب تطبيقها في الواقع لأنه لا يوجد من يلزم الدولة على احترام القوانين، كسجين يعطى له مفتاح السجن و يأمر بعدم الخروج منه.
و لكن هذه النظرية هي الأقرب إلى الواقع لأنه لا توجد سلطة تعلوها الغرض من احترام الدولة للقوانين هو فرض النظام داخل المجتمع.

4- نظرية التضامن الإجتماعي

من أصحابها "دوجي"، يقولون بأن وجود فكرة السيادة معناه أننا نعطي السمو لإرادة بشر على آخرين (الحكام) يفرضون إرادتهم.
هذه النظرية تنكر فكرة وجود السيادة و تقول أن الدولة ليست من تضع القانون بل أن التضامن الاجتماعي هو الذي يفرض و يخلق و يقرر ضرورة وجود القانون و بالتالي مهمة السلطة هو التعبير عن هذا التضامن، فالدولة دورها كاشف عن القاعدة القانونية التي نمت في ضمير الجماعة. فالإلزام يأتي من فكرة التضامن.
النقد:
هذه النظرية تنطلق من فكرة التضامن داخل المجتمع و في الواقع أنه يوجد أيضا صراع بين الأفراد، فداخل المجتمع من الناحية الفعلية أن الصفة الإلزامية تعطيها الدولة للقاعدة القانونية، و ليس التضامن الاجتماعي لأنها تملك وسائل الإجبار.

القاسم المشترك بين النظريات الأربع أنها تقرر فكرة خضوع الدولة للقانون، هناك معايير حتى نكون بصدد دولة قانونية.

عناصر الدولة القانونية و وسائل تحقيقها

1- وجود الدستور : بغض النظر عن نوعيته. و هو إحدى الضمانات على وجود الدولة القانونية لأنه الذي يحدد السلطة داخل الدولة و اختصاصات هذه السلطة بحيث إذا خرجت السلطة عن نص دستوري فإن تصرفها يكون غير شرعي.
2- مبدأ الفصل بين السلطات: انطلاقا من أن مهام الدولة تطبيق القانون "تشرع و تنفذها إما عن طريق السلطة القضائية أو التنفيذية"، فللدولة ثلاث وظائف قضائية، تشريعية و تنفيذية و السلطة ستهوي و تجعله "مالك السلطة" و تدفعه للتعسف و الاستبداد و تجنبا لذلك نفصل بين السلطات الحاكم لا يستطيع أن يمس بحقوق و حريات الدولة كل سلطة تقابلها سلطة أخرى تراقبها، حتى نضمن عدم اعتداء سلطة على حريات الأفراد.
3- خضوع الإدارة للقانون: "سيادة القانون"، كل التصرفات التي تقوم بها الإدارة سواء كانت تتمثل في قرارات إدارية أو أعمال مادية يجب أن تكون تنفيذا لقاعدة قانونية موضوعة مسبقا، الإدارة في مركز أدنى من السلطة التشريعية لأن هذه الأخيرة تعتمد على الشعب.
4- تدرج القواعد القانونية: القوانين المطبقة داخل الدولة متنوعة موضوعة في شكل تسلسل هرمي في القمة نجد الدستور و في المرتبة الثانية التشريع أو القوانين العادية ثم في المرتبة الثالثة اللوائح التنفيذية أو المراسيم، و في الأخير القرارات الفردية.
5- الاعتراف بالحقوق و الحريات الفردية العامة: الدولة (السلطات) يجب أن تحترم حقوق و حريات الأفراد داخل المجتمع، الإشكال أن نوعية الحقوق تختلف باختلاف النظام السياسي.
بصفة عامة في المرحلة السابقة كان موقف الدولة سلبي أي أنه لا يحق للدولة التصرف مسا بحقوق و حريات الأفراد أي أنها لا تتدخل في النشاطات الفردية. و مع ظهور النظام الاشتراكي أصبح دور الدولة تدخلي لم يعد بالمفهوم السلبي، بل يفرض على الدولة التدخل لتحقيق الحقوق للأفراد خاصة الحماية الاجتماعية: "التعليم، الصحة ..." و الحماية الاقتصادية "الشغل".
6- تنظيم رقابة قضائية و استقلالها : هو الذي يكفل احترام تطبيق القواعد القانونية، لها عدة أشكال: الرقابة السياسية ،القضائية و الرقابة الإدارية التي تمارسها السلطة المركزية على الهيئات الإدارية الأدنى الموضوعة تحت رئاستها و كذلك المرافق الإدارية.
الرقابة القضائية تمارس من خلال المحاكم سواء كانت محاكم القضاء العادي أو محاكم القضاء الإداري.
رقابة الرأي العام.

الفصل الرابع : أصل نشأة الدولة

أصل نشأة الدولة

إذا بحثنا عن الجانب الزمني لها فتحت بصدد دراسة تاريخية. نكون بصدد دولة عند حدوث إنقسام في الجماعة إلى حكام و محكومين، و إذا انطلقنا من هذا التعريف للدولة فهي ظاهرة قديمة جدا.
للإجابة القانونية عن السؤال : على أي أساس تنقسم الجماعة إلى حكام و محكومين ؟!
هناك عدة نظريات لتقديم جواب عن : "متى نشأت الدولة؟!" و قدمت تفسيرا للتساؤل السابق :

1- النظرية التيوقراطية أو الدينية
مضمون هذه النظرية أن الدولة نظام إلهي السلطة مصدرها الله و هو من يختار الحكام، و أخذت ثلاث أشكال :
التفسير الأول : نظرية الطبيعة الإلهية للحاكم :
الحاكم هو الله بذاته وجدت هذه النظرية تطبيقها في الحضارة الفرعونية.
كل نظرية تعبّر عن مرحلة معينة من تطوّر البشر.
التفسير الثاني : نظرية الحق الإلهي المباشر : التفويض الإلهي :
الحاكم ليس الإله بل هو بشر لكن الله هو الذي يختار الحاكم من بين أفراد البشر، هناك تفسيرين : هناك من يربط هذه النظرية مع ظهور المسيحية أي صراع بين السلطتين الدينية (الكنيسة) و السلطة الزمنية أو السياسية (الحاكم).
التفسير الثالث: نظرية الحق الإلهي غير المباشر:
يبقى مصدر السلطة الله و لكنه لا يسلمها له مباشرة بل أن الله يرتب الحوادث حتى يختار الحاكم، هناك من ربط هذا التفسير مع تطوّر الصراع بين القيصر و الكنيسة.
السلطة ليست للبشر، الحاكم لا يسأل أمام المحكومين بل أمام الله، هذه النظرية تكرس مبدأ الإستبداد و الديكتاتورية.
#قانون
@دستوري

السبت، 28 مارس 2020

الرواية الصحراوية : أدباء قادمون وصحوة غير مسبوقة .

يعرف المشهد الأدبي الصحراوي مؤخرا صحوة في مجال الكتابة الروائية ، حيث برزت مجموعة من الإصدارات الروائية لكتاب صحراويين تطرقوا لمجموعة من  القضايا من زوايا متعددة .
يختلف النقاد والدارسون حول ماهية وتصنيف الرواية الصحراوية  ؛ فهناك من يرى أنها كذلك حين تكون من إبداع كاتب صحراوي أو تنتج في المجال الجغرافي الصحراوي (مايصطلح عليه أكاديميا بالصحراء الغربية ) او من حيث تناولها المجتمع والقضايا الصحراوية وتراثها ، إلا أنه متى توافرت هذه الشروط مجتمعة كان أنسب .
 يقدر تعداد الإصدارات الروائية بالصحراوية بأربعين رواية تقريبا حسب بعض النقاد والمتتبعين على رأسها اول رواية كتبت بالصحراء "لا أحد يعرف ما اريده " للكاتب أحمد القاري الحائزة على جائزة دار الفكر السورية سنة 1999، وينظر إلى أنه عدد معقول خصوصا أن الأدب الصحراوي تراث شفهي فيما تعد الرواية جنسا ظهر حديثا .
يمكننا أن نقدم للقراء لائحة عناوين بعض أهم الروايات الصادرة عن كتاب صحراويين :



لا أحد يعرف ما أريده................. أحمد القاري
وجع جنوبي...........................البتول المحجوب
سيدات الكثيب........................البتول المحجوب
أماكن ملغومة........................ البتول المحجوب
بوح الذاكرة..........................البتول محجوب
اوزيوالت........................... سعيد زريبع
إمارة البئر......................... محمد سالم الشرقاوي
ليال بلا قمر........................ عبد الرحمان خواجة
بقايا حلم عزة....................... يحضيه بوهدا
كولومينا............................ محمد النعمة بيروك
الأروقة السوداء................... محمد النعمة بيروك
شموخ مقبرة........................ محمد أحمد الومان
الحب الآتي من الشرق.............. أحمد بطاح
جراح مغتربة..................... يحانث ماء العينين
رحيل بلا وداع.................... يحضيه بوهدا
على مرمى بشر................... بوسحاب أهل علي
تي جي في ........................سلمى مختار أمانة الله
الكلام لا يجدي بشيء..............سيدي محمد فنيش؛
أنشودة الصحراء الدامي........... ماء العينين ماء العينين
وصايا جدي........................ إبراهيم أكراف.
حيدا................................ منتنة ماء العينين
العيون النازفة........................محمود عياش
التجوهر............................. عثمان سيلوم
غربة بلون الرمل..................... الحافظ الزبور

السبت، 21 مارس 2020

قبيلة ذوبلال نضال مستمر.. كفاح متواصل

تعتبر قبيلة ذوبلال من القبائل التي تنتشر بمختلف بقاع الصحراء او ما يصطلح عليه تراب البيضان ، بل تتجاوز ذلك إلى نتشار واسع بشمال إفريقيا ؛ هذه القبيلة التي جابت الصحراء طولا وعرضا وفرضت سلطتها بين أعتى القبائل وتحدت السلطة كما احكمت بمعابر القوافل التجارية وأجود المراعي .
انتهى بها المطاف بإقليم طاطا الذي تتمركز به غالبية القبيلة حيث خاضت فيه عدة نضالات من أجل عدة مطالب خصوصا في دفاعيها المستميت عن أراضيها دشنتها بحدث أبرز كان معتصم خنكة بولخبار بتاريخ 12/05/2009 الذي وفدت إليه جموع غفيرة من القبيلة وأعيانها وأعيان قبائل أخرى متضامنة في نقطة حدودية حساسة وسلطت وسائل إعلامية وطنية ودولية عديدة الضوء على هذا الحدث الأبرز بمنطقة الصحراء والذي لم يشهد له مثيل قبله ... ذوبلال رغم القيود والمؤامرات التي حيكت ضدها ضلت صامدة مناضلة تدافع عن حقوقها وحقوق كل المكونات من حولها ، حيث ناضلت لأجل الصحة والتعليم وتشغيل ساكنة طاطا دون استثناء .. كما أن بطائق الإنعاش التي حصلتها توزع الآن على كل فقراء طاطا ومحتاجيها من مختلف المكونات القبلية والعرقية ... ولا يخفى على أحد تاريخها الكببر في مجابهة المستعمر الفرنسي ودعمها اللا مشروط للمقامة وجيش التحرير وحيادها في مجموعة من القضايا حيث أن القبيلة لا ترضى النفاق ومقابلة القضايا بوجهين كما فعلت باقي القبائل .
تبقى ذوبلال قبيلة عصية على الترويض حرة أبية .

ارتفاع حلات الإصابة بكورونا في المغرب

أكد بلاغ وزارة الصحة ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا ، حيث وصل عدد المصابين يوم السبت 21 مارس 20120 إلى 96 حالة  مؤكدة حسب
التحاليل المخبرية ..

الخميس، 19 مارس 2020

للصحافيين :كورونا بمهنية.. بعيدا عن التضليل الإعلامي


يواجه العالم منذ كانون الأول/ ديسمبر 2019 فيروس كورونا (COVID 19)، الذي اكتُشف في مدينة يوهان الصينية. وقد ترافقت أخبار هذا الفيروس مع الكثير من المعلومات الخاطئة والمضلّلة التي أدّت إلى حالة هلع بين الناس الخائفين على سلامتهم وأمنهم الصحي، ما يُلزم الصحفيين بالبحث عن المصادر الموثوقة والموارد التي تقدّم المعلومات الدقيقة حول الفيروس.
شبكة الصحفيين الدوليين سألت متابعيها عن المصادر التي يلجأون إليها من أجل معرفة آخر المستجدات المتعلّقة بهذا الفيروس، وتقاطعت الكثير من الإجابات بأنّهم يلجأون إلى استقاء الأخبار من المصادر الحكوميّة والرسميّة. فقد قال الصحفي هشام فرحان الذي يكتب في مدونات الجزيرة  في المغرب إنّه يأخذ الأخبار من وزارة الصحة المغربية ومن موقع منظمة الصحة العالمية. من جهته، أوضح ‎الصحفي العراقي‎ حيدر الجنابي أنّ الصحفيين في العراق يتابعون أخبار منظمة الصحة العالمية، وقال إنّه يتابع المؤتمرات الصحفية الخاصة بكورونا ويسعى إلى تفنيد الإشاعات والأكاذيب التي تبثها بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وينشر الأخبار من مصدرها الحقيقي. كذلك قالت الصحفية نسرين علاء الدين: "في سوريا، لجأنا إلى وزارة الصحة وهناك مديرية مختصة بالأمراض السارية، وأجرينا لقاء مع معاون مدير المديرية، وقد بث عبر هواء إذاعة أربيسك".
 وأشار حازم الخالدي من وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى أنّه تمّ إنشاء غرفة عمليات في وزارة الصحة الأردنية للتعامل مع فيروس كورونا، حيث يتم تقديم موجز إعلامي يومي لإطلاع وسائل الإعلام والرأي العام،  حول مستجدات التعامل مع الفيروس كورونا، وتقدّم الغرفة إرشادات ومعلومات عن حركة المطارات والدول التي يأتي منها الركاب.
بحثًا عن مصادر موثوقة
من جهته، حذّر الطبيب هوارد إي. ليواين، وهو رئيس تحرير المنشورات الصحيّة في جامعة هارفارد من المعلومات الخاطئة والأخبار المضللة التي تنتشر على الإنترنت، لا سيما في الدول التي تفشّى فيها فيروس "كورونا"، أو اشتُبه بحالات مصابة به. ولفت إلى أنّ نظريات المؤامرة انتشرت أيضًا مع ادعاءات لا أساس لها من الصحة، على مواقع التواصل الإجتماعي والتطبيقات التي يستخدمها الملايين مثل فايسبوك وتويتر وتيكتوك ويوتيوب.
ومن الأخبار المضللة المنتشرة، والتي شاركها كثيرون على حساباتهم الإجتماعيّة، وتناقلتها بعض وسائل الإعلام، عدّد الدكتور ليواين ما يلي:
-"زيت الأوريجانو.. علاجٌ فعال ضد فيروس كورونا": أوضح الطبيب أنّ هذه المعلومة مضللة ولا أساس علميًا لها، ولذلك فهي غير صحيحة.
-"لقاح ضد كورونا في الولايات المتحدة": أشار الطبيب إلى أنّ هذا الخبر نشره حوالى 5000 مستخدم على فايسبوك فقط، ومفاده أنّ إحدى الجهات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية حصلت على براءة اختراع للقاح يواجه كورونا منذ سنوات، وأكّد أنّه ادعاء كاذب.
- "الفيروس التاجي الجديد هو فيروس من صنع أشخاص في المختبر": هذه المعلومة انتشرت أيضًا وهي خاطئة.
-انتشار توصيات لا أساس لها لمنع انتقال الفيروس بين الناس من خلال تناول أطعمة تحتوي على فيتامين C وتجنب الأطعمة الغنية بالتوابل.
 وفي هذا الإطار، تعمل شركة فايسبوك على مكافحة الأخبار المضللة والمنشورات التي تقدّم معلومات خاطئة، عن طريق التحقق من مصداقيتها وترتيبها بشكل يجعلها تظهر إلى نسبة أقلّ من مستخدمي الموقع، وكذلك الأمر بالنسبة لتويتر وتيكتوك ويوتيوب، حيث اتخذ المسؤولون عن هذه التطبيقات تدابير تحدّ من انتشار المعلومات الخاطئة، ومع ذلك يستمرّ نشر هكذا معلومات، والتي يصعب ضبطها جميعها، لا سيما تلك التي يتمّ تداولها ضمن مجموعات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقدّم الدكتور ليواين بعض المصادر الموثوقة والمفيدة حول هذا الفيروس، والتي يمكن للصحفيين والمواطنين في جميع أنحاء العالم الإطلاع عليها، لمعرفة آخر الأخبار الصحيحة حول تفشّي الفيروس، وأبرز طرق الوقاية منه:
-يجب الإطلاع على ما يُعلنه الخبراء الذين يستندون دائمًا على تحليلات علمية وينشرون أبحاثهم في مجلات طبية معروفة وموثوقة.
-مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية: استحدث الموقع الإلكتروني الخاص بهذه المراكز دليلاً يقدّم إرشادات حول تقييم مخاطر الفيروس وكيفية التعامل معه.
-موقع منظمة الصحة العالميّة: يقدّم آخر المعلومات المستجدّة حول الفيروس بانتظام، إضافةً إلى طرق الوقاية، الدول التي انتشر فيها، التكاليف التي تتكبدها الدولة لمواجهته والمراكز التي تعنى باستقبال المرضى وإقامة الحجر الصحي عليهم.
-Medline Plus: يقدّم هذا الموقع معلومات هامّة من المكتبة الوطنية الأميركية للطب.
-موقع الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة.
توازيًا، أوضح الدكتور مايكل مينا الذي يدرّس علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد تي. إتش. شان في دراسة قدّمها أنّ الفيروس اكتُشفَ في 8 كانون الأول/ديسمبر في متجر لبيع الأسماك في ووهان في الصين، وتوقع استمرار تفشي الفيروس حول العالم، ولهذا يجب زيادة الرقابة الصحية، وشدّد على ضرورة أن تغيّر المدن والمؤسسات طريقة حياتها العادية، مثل العمل من المنازل، إتباع الحجر الصحي الذاتي، إلغاء التجمعات الكبيرة، وقف الدروس وتجمع الطلاب.
من جانبها، عرضت الصحفية والطبيبة سيما ياسمين في كلية ستاتفورد للطب، والزميلة في مركز نايت معلومات حول التغطية الصحفية للأوبئة، موضحةً أنّ هذه التغطية لا تركّز فقط على القصص الصحية، بل تتعلّق أيضًا بإعداد تقارير عن القاعات التي تكتظ بالمواطنين في المدن، وسائل المواصلات، قصص رجال شرطة، التقارير التعليمية. ولفتت إلى أنّ الصحفي سيسمع الكثير من الشهادات من أشخاص عاديين وآخرين يتمتعون بخبرة، ولذلك على كلّ صحفي أن يلجأ إلى مصادر موثوقة ومتنوّعة لتقدّم توصيات للناس، والتفكير دائمًا بمصداقية القصص، وتأثيرها على معدلات الفقر والثقافات. وشدّدت على أنّه لا يجب الحديث عن أي وباء مع التركيز على البلد الذي اكتُشف فيه لأول مرة، والتعامل بعنصرية مع الخبر.
وعند الإنتقال إلى مكان ما لمعاينة أشخاص مصابين مثلاً، على الصحفيين معرفة معدات الحماية الشخصية التي يستخدمها الخبراء، والتزام أخلاقيات المهنة في أي تقرير، إضافةً إلى تحضير لائحة بحسابات المتخصصين بالأخبار الصحية والمسؤولين عن الصحة العامّة.
 منقول
عن شبكة الصحفيين الصحفيين الدوليين

IJNet

امتحان المحاماة الجديد..غضب واسع بسبب تكرار خروقات وفساد أكبر من سابقه

عبرت اللجنة الوطنية لضحايا امتحان المحاماة وتنسيقية المرسبين بامتحان المحاماة دورة 4 دجنبر2022  في بلاغ مشترك  نشر اليوم الأثنين 14غشت 2023...