يعتبر "حق الشعوب في تقرير المصير" من أهم المبادئ التقدمية التي أصبحت من الأولويات السياسية لحقوق الإنسان وضمان كرامة الشعوب وتحررها لأجل السعي إلى تحقيق نمائها الإقتصادي والإجتماعي والثقافي، ولعل "الصحراء الغربية" من أهم المناطق التي تشهد صراعا حادا لأجل هذا المطلب، حيث أن هذه المنطقة لا زال متنازعا عليها بين المغرب والصحراويين ممثلين في جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير السقية الحمراء وادي الذهب) وقد شكل هذا المطلب تضامنا واسعا من طرف عدة دول وتنظيمات لا سيما "اليسارية والإشتراكية" منها، بالإضافة إلى زعامات ومناضلين أممين، غير أنه نادرا ما نجد شخصية مغربية وازنة تجهر بأعلى صوتها " بتضامنها مع الصحراويبن وحقهم في تقرير المصير.
ويعتبر إبراهيم أو "أبراهام السرفاتي" أحد أهم وأشهر المناضلين المغاربة الذين ناضلوا سواء ضد المستعمر الفرنسي وكذلك ضد الإستبداد المخزني، ومن أهم داعمي تحرر الشعوب حيث أنه "يهودي" مغربي يعتز بعروبته ويناهض الصهيونية والإحتلال، ولعل أهم مواقفه الشجاعة من ضمن عدة مواقف بطولية لم يندم عليها بعد مرور السنين واعتبر نفسه موفقا فيها هي "دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، هذا الموقف لم يتخد من قبل إنسان عادي بل من طرف مناضل أممي وزعيم ومؤسس اليسار الراديكالي وحركة "إلى الأمام" التي تبنت دعمها لقوى التحرر ومناهضة الأنظمة الشمولية.
إبراهيم السرفاتي أو كما يلقبونه "نيلسون مانديلا المغرب" تسببت مواقفه المبدئية في ملئ طريقه بالأشواك والمحن؛ بدءا بتخليه عن مناصب كانت ستجعله يعيش في رفاهية وبذخ بحكم أنه تولى على حداثة سنه منصبا في حكومة عبدالله إبراهيم، كما أنه من أوائل المهندسين المنجميين بالمغرب، كما شغل منصب أستاذ جامعي، وكانت من أثقل ضرائبه على مواقفه: السجن 17 عاما وتجريده من الجنسية المغربية و قضاؤه ثماني سنوات في المنفى، إلى أن توفي سنة 2010، غير أنه لم يتوانى عن دعمه للشعب الفلسطيني ومطالبته بتحرر الشعب الصحراوي، ومساندته للمظلومين حتى الذين يختلفون معه أيديولوجيا كالإسلاميين في الوقت الذي كان أغلب اليساريين يتصادمون مع الإسلاميين.